الجمعة، 5 سبتمبر 2008

اخلاق المــــــــــسلم

ــ يا رب محتجلك محتا ج افضفضلك



ذات يوم مرَّ النبي صلى الله عليه وسلم على قبر، فرأى امرأة جالسة إلى جواره وهي تبكي على ولدها الذي ات، فقال لها النبي صلى الله عليه وسلم: (اتقي الله واصبري). فقالت المرأة: إليك عني، فإنك لم تُصَبْ بمصيبتي.فانصرف النبي صلى الله عليه وسلم، ولم تكن المرأة تعرفه، فقال لها الناس: إنه رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأسرعت المرأة إلى بيت النبي صلى الله عليه وسلم تعتذر إليه، وتقول: لَمْ أعرفك. فقال لها النبي صلى الله عليه وسلم: (إنما الصبر عند الصدمة الأولى) [متفق عليه]. أي يجب على الإنسان أن يصبر في بداية المصيبة.***أسلم عمار بن ياسر وأبوه ياسر وأمه سمية -رضي الله عنهم- وعلم الكفار بإسلامهم، فأخذوهم جميعًا، وظلوا يعذبونهم عذابًا شديدًا، فلما مرَّ عليهم الرسول صلى الله عليه وسلم، قال لهم: (صبرًا آل ياسر! فإن موعدكم الجنة)[الحاكم]. وصبر آل ياسر، وتحملوا ما أصابهم من العذاب، حتى مات الأب والأم من شدة العذاب، واستشهد الابن بعد ذلك في إحدى المعارك؛ ليكونوا جميعًا من السابقين إلى الجنة، الضاربين أروع الأمثلة في الصبر وتحمل الأذى.ما هو الصبر؟الصبر هو أن يلتزم الإنسان بما يأمره الله به فيؤديه كاملا، وأن يجتنب ما ينهاه عنه، وأن يتقبل بنفس راضية ما يصيبه من مصائب وشدائد، والمسلم يتجمل بالصبر، ويتحمل المشاق، ولا يجزع، ولا يحزن لمصائب الدهر ونكباته. يقول الله تعالى: {يا أيها الذين آمنوا استعينوا بالصبر والصلاة إن الله مع الصابرين} [البقرة: 153].الصبر خلق الأنبياء:ضرب أنبياء الله -صلوات الله عليهم- أروع الأمثلة في الصبر وتحمل الأذى من أجل الدعوة إلى الله، وقد تحمل رسول الله صلى الله عليه وسلم المشاق في سبيل نشر الإسلام، وكان أهل قريش يرفضون دعوته للإسلام ويسبونه، ولا يستجيبون له، وكان جيرانه من المشركين يؤذونه ويلقون الأذى أمام بيته، فلا يقابل ذلك إلا بالصبر الجميل. يقول عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه- عن صبر الرسول صلى الله عليه وسلم وتحمله للأذى: (كأني أنظر رسول الله صلى الله عليه وسلم يحكي (يُشْبِه) نبيًّا من الأنبياء -صلوات الله وسلامه عليهم- ضربه قومه فأدموه (أصابوه وجرحوه)، وهو يمسح الدم عن وجهه ويقول: اللهم اغفر لقومي فإنهم لا يعلمون) [متفق عليه].وقد وصف الله -تعالى- كثيرًا من أنبيائه بالصبر، فقال تعالى: {وإسماعيل وإدريس وذا الكفل كل من الصابرين . وأدخلناهم في رحمتنا إنهم من الصالحين} [الأنبياء: 85-86].وقال الله تعالى: {فاصبر كما صبر أولوا العزم من الرسل} [الأحقاف: 35]. وأولو العزم من الرسل هم: نوح، وإبراهيم، وموسى، وعيسى، ومحمد -عليهم صلوات الله وسلامه-.وقال تعالى: {ولقد كذبت رسل من قبلك فصبروا على ما كذبوا وآذوا في سبيلي حتى أتاهم نصرنا} [الأنعام: 34].وقال تعالى عن نبيه أيوب: {إنا وجدناه صابرًا نعم العبد إنه أواب}[ص: 44]، فقد كان أيوب -عليه السلام- رجلا كثير المال والأهل، فابتلاه الله واختبره في ذلك كله، فأصابته الأمراض، وظل ملازمًا لفراش المرض سنوات طويلة، وفقد ماله وأولاده، ولم يبْقَ له إلا زوجته التي وقفت بجانبه صابرة محتسبة وفيةً له.وكان أيوب مثلا عظيمًا في الصبر، فقد كان مؤمنًا بأن ذلك قضاء الله، وظل لسانه ذاكرًا، وقلبه شاكرًا، فأمره الله أن يضرب الأرض برجله ففعل، فأخرج الله له عين ماء باردة، وأمره أن يغتسل ويشرب منها، ففعل، فأذهب الله عنه الألم والأذى والمرض، وأبدله صحة وجمالا ومالا كثيرًا، وعوَّضه بأولاد صالحين جزاءً له على صبره، قال تعالى: {ووهبنا له أهله ومثلهم معهم رحمة منا وذكرى لأولي الألباب} [ص: 43].فضل الصبر:أعد الله للصابرين الثواب العظيم والمغفرة الواسعة، يقول تعالى: {وبشر الصابرين . الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون . أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون} [البقرة: 155-157]. ويقول: {إنما يوفي الصابرون أجرهم بغير حساب} [الزمر: 10].ويقول صلى الله عليه وسلم: (ما أُعْطِي أحد عطاءً خيرًا وأوسع من الصبر)[متفق عليه]. ويقول صلى الله عليه وسلم: (ما يصيب المسلم من نَصَبٍ (تعب) ولا وَصَبٍ (مرض) ولا هَمّ ولا حَزَنٍ ولا أذى ولا غَمّ حتى الشوكة يُشَاكُها إلا كفَّر الله بها من خطاياه) [متفق عليه].أنواع الصبر:الصبر أنواع كثيرة، منها: الصبر على الطاعة، والصبر عن المعصية، والصبر على المرض، والصبر على المصائب، والصبر على الفقر، والصبر على أذىالناس.. إلخ.الصبر على الطاعة: فالمسلم يصبر على الطاعات؛ لأنها تحتاج إلى جهد وعزيمة لتأديتها في أوقاتها على خير وجه، والمحافظة عليها. يقول الله -تعالى- لنبيه صلى الله عليه وسلم: {واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه} [الكهف: 28]. ويقول تعالى: {وأمر أهلك بالصلاة واصطبر عليها} [طه: 132].الصبر عن المعصية: المسلم يقاوم المغريات التي تزين له المعصية، وهذا يحتاج إلى صبر عظيم، وإرادة قوية، يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أفضل المهاجرين من هجر ما نهي الله عنه، وأفضل الجهاد من جاهد نفسه في ذاتالله -عز وجل-) [الطبراني].الصبر على المرض: إذا صبر المسلم على مرض ابتلاه الله به، كافأه الله عليه بأحسن الجزاء، قال صلى الله عليه وسلم: (من أصيب بمصيبة في ماله أو جسده، وكتمها ولم يشْكُهَا إلى الناس، كان حقًّا على الله أن يغفر له).[الطبراني].وصبر المسلم على مرضه سبب في د***ه الجنة، فالسيدة أم زُفَر -رضي الله عنها- كانت مريضة بالصَّرَع، فطلبت من النبي صلى الله عليه وسلم أن يدعو الله لها بالشفاء. فقال لها النبي صلى الله عليه وسلم: (إن شئتِ صبرتِ ولكِ الجنة، وإن شئتِ دعوتُ الله أن يعافيكِ). فاختارت أن تصبر على مرضها ولها الجنة في الآخرة. [متفق عليه]. ويقول تعالى في الحديث القدسي: (إذا ابتليتُ عبدي بحبيبتيه (عينيه) فصبر، عوضتُه منهما الجنة) [البخاري].الصبر على المصائب: المسلم يصبر على ما يصيبه في ماله أو نفسه أوأهله. يقول النبي صلى الله عليه وسلم: (يقول الله تعالى: ما لعبدي المؤمن عندي جزاءٌ إذا قبضتُ صَفِيهُ من أهل الدنيا ثم احتسبه إلا الجنة) [البخاري]. وقد مرَّت أعرابية على بعض الناس، فوجدتهم يصرخون، فقالت: ما هذا؟ فقيل لها: مات لهم إنسان. فقالت: ما أراهم إلا من ربهم يستغيثون، وبقضائه يتبرمون (يضيقون)، وعن ثوابه يرغبون (يبتعدون).وقال الإمام علي: إن صبرتَ جرى عليك القلم وأنتَ مأجور (لك أجر وثواب)، وإن جزعتَ جرى عليكَ القلم وأنت مأزور (عليك وزر وذنب).الصبر على ضيق الحياة: المسلم يصبر على عسر الحياة وضيقها، ولا يشكو حاله إلا لربه، وله الأسوة والقدوة في رسول الله صلى الله عليه وسلم وأزواجه أمهات المؤمنين، فالسيدة عائشة -رضي الله عنها- تحكي أنه كان يمر الشهران الكاملان دون أن يوقَد في بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم نار، وكانوا يعيشون على التمر والماء. [متفق عليه].الصبر على أذى الناس: قال صلى الله عليه وسلم: (المسلم إذا كان مخالطًا الناس ويصبر على أذاهم، خير من المسلم الذي لا يخالط الناس ولا يصبر على أذاهم) [الترمذي].الصبر المكروه:الصبر ليس كله محمودًا، فهو في بعض الأحيان يكون مكروهًا. والصبر المكروه هو الصبر الذي يؤدي إلى الذل والهوان، أو يؤدي إلى التفريط في الدين أو تضييع بعض فرائضه، أما الصبر المحمود فهو الصبر على بلاء لا يقدر الإنسان على إزالته أو التخلص منه، أو بلاء ليس فيه ضرر بالشرع. أما إذا كان المسلم قادرًا على دفعه أو رفعه أو كان فيه ضرر بالشرع فصبره حينئذ لا يكون مطلوبًا.قال الله -تعالى-: {إن الذين توفاهم الملائكة ظالمي أنفسهم قالوا فيم كنتم قالوا كنا مستضعفين في الأرض قالوا ألم تكن أرض الله واسعة فتهاجروا فيها فأولئك مأواهم جهنم وساءت مصيرًا} [النساء: 97].الأمور التي تعين على الصبر:* معرفة أن الحياة الدنيا زائلة لا دوام فيها.* معرفة الإنسـان أنه ملْكُ لله -تعالى- أولا وأخيرًا، وأن مصيره إلى الله تعالى.* التيقن بحسن الجزاء عند الله، وأن الصابرين ينتظرهم أحسن الجزاء من الله، قال تعالى: {ولنجزين الذين صبروا أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون}[النحل: 96].* اليقين بأن نصر الله قريب، وأن فرجه آتٍ، وأن بعد الضيق سعة، وأن بعد العسر يسرًا، وأن ما وعد الله به المبتلِين من الجزاء لابد أن يتحقق. قال تعالى: {فإن مع العسر يسرًا. إن مع العسر يسرًا} [الشرح: 5-6].* الاستعانة بالله واللجوء إلى حماه، فيشعر المسلم الصابر بأن الله معه، وأنه في رعايته. قال الله -تعالى-: {واصبروا إن الله مع الصابرين} [الأنفال: 46].* الاقتداء بأهل الصبر والعزائم، والتأمل في سير الصابرين وما لاقوه من ألوان البلاء والشدائد، وبخاصة أنبياء الله ورسله.* الإيمان بقدر الله، وأن قضاءه نافذ لا محالة، وأن ما أصاب الإنسان لم يكن ليخطئه، وما أخطأه لم يكن ليصيبه. قال تعالى: {ما أصاب من مصيبة في الأرض ولا في أنفسكم إلا في كتاب من قبل أن نبرأها إن ذلك على اللهيسير . لكيلا تأسوا على ما فاتكم ولا تفرحوا بما آتاكم} [الحديد: 22-23].الابتعاد عن الاستعجال والغضب وشدة الحزن والضيق واليأس من رحمة الله؛ لأن كل ذلك يضعف من الصبر والمثابرة.

بقلم / الشا طر حسن

الاثنين، 1 سبتمبر 2008

كيف نحفظ القران





السلاااام عليكم @
د.علي بن عمر بادحدح

الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونستهديه ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهد الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له نحمده هو أهل الحمد والثناء فله الحمد في الأولى والآخرة وله الحمد على كل حال وفي كل آن ونصلي ونسلم على خاتم الرسل والأنبياء نبينا محمد بن عبد الله وعلى آله وصحابته ومن اتبع هداه واقتفى أثره إلى يوم الدين وعنا معهم بعفوك ورحمتك يا أرحم الراحمين .
أما بعد أيها الاخوة الكرام الأحبة : ليس في هذا الموضوع وصفة سحرية يمكن بتطبيقها أن تحفظ القرآن بصورة لم تكن تتخيلها أو تتوقعها، ولكن هذا الموضوع فيه خلاصة تجارب عملية، وهو في الحقيقة يركز على مضمون هذا العنوان، أي كيف تحفظ القران الكريم بصورة عامة لجميع الناس، مع التفاوت الذي قد يكون يختلف فيه بعضهم عن بعض.
ونريد أن نركز الإجابة على هذا السؤال" كيف تحفظ القرآن الكريم ؟ " وذلك من خلال التعرض إلى خمسه نقاط مهمة :


النقطة الأولى : الأسس العامة

قبل أن نبدأ بالأسس العامة، أنبه إلى أنني لا أريد أن نتفرع في مقدمات، أو نصوص، أو في نقول، وأنما نكتفي من هذا بأقل القليل،لأنها أمور معروفة لدى أكثركم، وقد بُحثت، فمن أراد الكلام في ذلك،وجده في مظانه،وحتى يكون إن شاء الله في الوقت مزيد من التركيز في الموضوع.
نقصدالأسس العامة الأمور التي لا غنى لك عنها ولا مجال لتطبيق ما بعدها إلا بها، وفي غالب الظن أنه لا نجاح إلا بتأملها وتحقيقها، وهي لأأمور كثيرة ما نُذكّر بها، وهي أسس ينبغي أن لا نغفل عنها في هذا الموضوع، وفي غيره وهي كالتالي :

1- النية الخالصة

نحن نعلم أن مفتاح القبول والتيسير، إخلاص القصد لله عزّوجل،ّ وأن كل عمل يفتقر إلى الإخلاص لا يؤتى ثمرته، وأن أتى بعض ثماره فان عاقبته في غالب الأحوال تكون فجّة، وثماره تكون مرّة، أضف إلى أنه يُحرم من أعظم ما يتأمله المرء ويرجوه، وهو القبول عند الله عزّوجلّ، وحصول الاجر والثواب، فلذلك مفتاح كل عمل لكي يسهل، ويعان المرء عليه، هو أن يخلص نبته لله عزّوجلّ.

2- السيرة الصـالحة

يقول الله عزّوجلّ:{ واتقوا الله ويعلمكم الله} ، ونعلم جميعا ما يُذكر عن الإمام الشافعي من قوله :
شكوت إلى وكيع سوء حفظي **** فأرشدني إلى ترك المعاصي
و أخبرني بأن العلم نور **** ونور الله لا يهدى لعاصِ
ونعلم ما أثر عن ابن مسعود - رضي الله عنه -:" إن الرجل ليحرم العلم بالذنب يصيبه" .
فإنا نعلم أن الحفظ على وجه الخصوص يحتاج إلى إشراقه قلب، وإلى توقد ذهن والمعصية تطفئ نور القلب ويحصل بها التبلد في العقل ويحرم بها العبد من التوفيق ايضا فاذا لابد ان نستعين على طاعة الله بطاعة الله وان نجعل طريقنا إلى نيل بعض هذه الامور من الطاعات والمندوبات والمسنونات وامور الخير أن نجعل طريقنا اليها طاعة الله سبحانه وتعالى : { واتقوا الله ويعلمكم الله } نتيجة عمليه تلقائية ؛ لأن القلب يشرق حينئذ بنور الايمان والنفس تطمئن إلى ما حباها الله عزّوجلّ من السكينة والطمانينة فيتهيأ الانسان حينئذ لهذا العمل العظيم وهو حفظ القران الكريم .

3 - العزيمة الصادقة

فإن المرء الذي يعتريه الوهن، ويعترضه الخور، ويغلب على حياته الهزل، ويميل في كثير من أموره إلى الكسل، فإنه لا يمكن أن يعول عليه ولا يظن أنه يصل إلى حفظ كتاب الله - عزّوجلّ - إلا بالعزيمة الصادقة، فلابد من التشمير عن ساعد الجد، ولا بد أن يقلل من أمور الراحة، فيخفف من نومه، ويزيد من عمله، ويكثر من قراءته، وغير ذلك من الأمور التي لابد لها من همة قوية وعزيمة صادقة، فلا تستسلم عند أول عارض من العوارض، ولا تقف عند أول عقبه من العقبات .

4 - الطريقة الصائبة

وهي جزء مما سياتي حديثنا، عنه غير أني أريد أن أشير إلى أن بعض الإخوة عند ما يسمع حثاً على حفظ القران، يتشوق إلى ذلك فيبدأ بحماسة مندفعة وهي بداية غير صحيحة غالباً ما تسلمه إلى العجز والفشل أو تصدمه بعدم القدرة على الاستمرار، كمن يبدأ حفظه مخلطا سورة من هنا وسورة من هناك مقاطع متقطعة وهو يرغب بعد ذلك أن يصل بينها وأن يصل القرآن كاملاً فمثل هذا غالباً ما يتشوش عمله وينقطع بل يفقد ما حفظه وذلك لأن المقاطعه المتقطعة منفصلة عن بعضها لا تغري المرء بأن يحافظ عليها لأنها ليس لها ارتباط بما قبلها ولا ما بعدها فيكون هذا سبب لماذكرناه.
ولسنا نريد أن نصرف أحداً عن حفظ سورة أو سور أو أحزاء بعينها بل نريد أن نتحدث عمن يريد أن يحفظ حفظاً كاملاً على طريقة صائبة .
ومن ذلك أيضاً أن بعض الناس يبدأ أو يشرع دون ان يستشير ويسأل من حفظ قبله أو من هو مشتغل بالتدريس والتحفيظ في هذا الميدان فكما أنك تحتاج إلى المشورة في أي عمل من أعمال الدنيا أو أي مدخل إلى مداخل العلوم التي يدرسها الناس فأنت بحاجة ماسة هنا لذلك وما خاب من استشار.
ومن ذلك أيضاً وجود البرنامج الواضح فعندما نقول أن هناك طريقة صائبة تحفظ باذن الله عزّوجلّ أن تستمر وتمشي فإنه لابد لذلك من برامج واضحة ومراحل منظمة تراعي الانتقال والتدرج مرحلة بعد مرحلة أما يخبط الإنسان خبط عشواء أو يحفظ أجزاء متقطعة أو يقطع مراحل منفصلة فإن ذلك في غالب الامر ينقطع ولا يصل إلى مبتغاه .

5 - الاستمرارية المنتجة

الحفظ أمر قد يطول أمده وزمانه وقد يعظم جهده والبذل لأجل الوصول إليه، فإن كنت قصير النفس فإنك في غالب الامر لا تبلغ الغاية.
فأنت تحتاج إلى استمرار يثمر وينتج باذن الله عزّوجلّ وفي حديث النبي - صلى الله عليه وسلم - عندما قال: ( وإن أحب الاعمال إلى الله أدومها وإن قل ) دليل على أن القليل دائم خير من الكثير المنقطع .
لا تبدأ البداية الكبيرة التي قلنا عنها ثم تنقطع فلا تبدأ بعمل ثم تتوقف فيه بل لابد من الاستمرارية والمواصلة ، فإن الاستمرار هو الذي تحصل به النتيجة المرجوة بإذن الله عز وجل.
هذه أسس لابد منها قبل أن نشرع فيما يت*** بالتفصيل والتفريق .

النقطة الثانية : الحفظ

وهو جوهر هذا الموضوع والحديث فيه عن ثلاثة أمور :
أولاً : طريقة الحفظ :
فمن خلال التجربة ما نرى من عمل كثير من الحافظين يمكن أن نلقي الضوء على طريقتين اثنتين :
أ ـ طريقة الصفحة
ونعني بذلك أن يقرأ المريد الحفظ الصفحة كاملة من أولها إلى آخرها قراءة متأنية صحيحة ثلاث أو خمس مرات بحسب ذاكرة الانسان وقدرته على الحفظ
ولايكفي مجرد قراءة اللسان، وإنما يقرأها مع استحضار القلب وتركيز الذهن فيجمع قلبه وفكره فيها فاذا أتم الثلاث أو الخمس أغلق مصحفه وبدأ يسمع صفحته.
وقد يرى البعض أن هذا لن يتم أو لن يستطيع أن يحفظها بقراءة الثلاث أو الخمس فأقول : نعم سيكون قد حفظ أولها ومضى في التسميع ثم سيقف وقفة فليفتح مصحفه ولينظر حيث وقف فيستعين ويمضي مغلقاً مصحفه وسيقف ربما وقفة ثانية أو ثالثة ثم ليعيد تسميع الصفحة .
الذي سيحصل هو أن الموضع الذي وقف فيه أولاً لن يقف فيه ثانياً ؛ لأنه سيكون قد نقش في ذاكرته وحفر في عقله فعندئذ تقل الوقفات وغالباً من خلال التجربة سيسمع المرة الأولى ثم الثانية وفي الغالب أنه في الثالثة ياتي بالصفحة محفوظة كاملة.
إذاً يقرأ الصفحة قراءة مركزة صحيحة ثلاث مرات ثلاث أو خمس مرات ثم يسمعها في في ثلاث تجارب أو ثلاث محاولات ثم يضبطها في ثلاث تسميعات وبذلك تكون الصفحة محفوظة حفظاً جيداً مكيناً إن شاء الله .
ما مزية هذا الحفظ أو هذه الطريقة ؟ مزيتها انك لا تتعتع ولا تتوقف بعد ذلك أعني عندما تصل الصفحات بعضها ببعض لأن بعض الإخوة يحفظ آية واحدة منفصلة عن ما بعدها ما يؤدي إلى أنه عند التسميع يقف عند رأس كل آية لفقد الرابط بين الآيات فلا يتذكر إلا بدفعة فإذا أعطيته أول كلمة من الآية التي بعدها فينطلق كالسهم حتى يبلغ آخر الآية التي بعدها ثم يحتاج إلى توصيلة أخرى وهكذا
أما حفظ الصفحة بالطريقة التي ذكرنا فهي كاللوح أو القالب يحفظها بقلبه ويرسمها في مخيلته ويتصورها أمامه من مبدئها إلى منتهاها ويعرف غالباً عدد آياتها، آية الدين صفحة كاملة،بعض الصفحات آيتين، وبعضها ثلاث وبعضها التي فيها آيات كثير ليس بالضرورة ان يتصورها لكن هذه الطريقة تجعله أولاً يأخذ الصفحة كاملة بلا توقف يستحضرها تصوراً فيعينه ذلك على حفظها ثم يتصورها هل هي في الصفحة اليمنى أو اليسرى بأي شيء تبتدئ وبأي شيء تنتهي فتُحكَمُ باذن الله عزّوجلّ إحكأما جيداً .

ب- طريقة الآيات أو الآية

وهي طؤيقة لا بأس بها وإن كنت أرى الأولى أفضل منها.
ما هي هذه الطريقة ؟ أن يقرأ الآية مفردة قراءة صحيحة مرتين أو ثلاث نفس الطريقة الأولى لكن للآية الواحدة مما يعني عدم إلى ترددها كثيراً بل يكفي المرتين والثلاث ثم يسمع هذه الآية.
ثم يمضي إلى الآية الثانية فيصنع بها صنيعه الأولى لكنه بعد ذلك يسمع الأولى والثانية .
ثم يحفظ الثالثة بالطريقة نفسها، يقرأها أولاً ثم يسمعها منفردة ثم يُسمع الثلاث الآيات من أولها إلى آخرها ثم يمضي إلى الرابعة وهكذا ...إلى آخر الصفحة ثم يكرر تسميع الصفحة بعد ذلك ثلاث مرات .
وحذار في هذه الطريقة أن ترى أن الآية الأولى قد أكثرتَ من ذكرها فلا حاجة لتكرارها ؛لأن بعضهم إذا بلغ نصف الصفحة ظن أن النصف الأول مُمَكن
فلا حاجة إلى إعادته مرة أخرى ويكتفي بالنصفالثاني فقط وهذا خطأ لأنه سيقف في منتصف الصفحة وَثِقْ من هذا تمأما وجربه تراه شاهداً عياناً فلا بد لكل آية تحفظ في الصفحة أن تعاد من الأول إلى حيث بلغ حتى يتم الصفحة ثم يأتي بها ثلاث مرات تسميعاً كاملاً .
تختلف هذه الطريقة عن الأولى أنها أبطأ في الغالب فالصفحة في الطريقة الأولى تستغرق في المعدل نحو (10) دقائق.
قد يقول قائل: (10) دقائق قليلة ،أقول عشر دقائق كافية إذا كان قاصداً بقراءته الحفظ جامعاً في ذلك عقله وقلبه يريد أن يحفظ وأما إذا كان ينظر في الغادين والرائحين والمتشاجرين والمتضاربين فهذا لن يكفيه مائة دقيقة دعك من دونها.
وأما الطريقة الثانية فالغالب أنها تستغرق (15) دقيقة لأنه سيكرر كثيراً ليربط بيم كل آية جديدة وما قبلها وفي آخر الأمر لابد من تكرار الصفحة كاملة وإلا سيحدث التوقف المحذر منه .

ثانياً : شروط الحفظ
هذه نقطة مهمة جداً ومكملة لما سبق لأنها تت*** بالاتقان قبل الحفظ، فسواءاً اخترت الطريقة الأولى أو الثاني فلابد من هذه الشروط لتكون طريقتك المختارة صحيحة ومن تلك الشروط :

الشرط الأول : القراءة الصحيحة

من الأخطاء الكثيرة أن كثيراً ممن يعتزمون الحفظ أو يشرعون الحفظ يحفظون حفظاً خاطئاً لابد قبل أن نحفظ أن يكون ما تحفظه صحيحاً.
وهنلاك أمور كثيرة في هذا الباب منها على سبيل المثال لا الحصر :
1ـ تصحيح المخارج : إن كنت تنطق ( ثُمَّ ) ( سُمَّ ) أو ( الّذين ) ( الّزين ) فتقوم لسانك قبل أن تحفظ ؛ لأنك إذا حفظت وأدمنت الحفظ بهذه الطريقة وواظبت ستكون جيداً في الحفظ لكنك مخطئ فيه فلا بد أولاً من تصحيح المخارج وتصحيح الحروف .
2ـ ضبط الحركات : بعض الاخوة أما لضعف قراءته أو لعجلته يخلط في الحركات وهذا الخلط لا شك أنه خطأ وأنه قد يترتب عليه خلل في المعنى إلى غير ذلك مما ليس هو موضع حديثنا لكن لابد ان يتنبه له وأن يحذر منه .
ومن ذلك أن اللغة العربية فيها تقديم وتاخير وفيها إضمار وحذف وتقدير وفيها إعرابات مختلفة فأحياناً لا يتنبه بعض الناس إلى تقديم المفعول على الفاعل كما في قوله تعالى: { واذا ابتلى إبراهيمَ ربُه بكلماتٍ} [ البقرة : 124 ] فبعضهم يحفظها { ابراهيمُ } و{ ربَّه } أو { ربُّهْ } فيتغير بذلك المعنى المراد إلى عكسه وهو لا يميز ما وقع فيه من خطأ كبير.
ومن المعلوم أن ما حفظته حفظاً خطأ يثبت هكذا ويصعب بعد ذلك تغييره وإزالته فتحتاج إلى عمليه استئصال لهذا الخطأ، كالذي يبني بناءً ثم يتبين له أن هذا البناء خطأ فلابد أن يزيل البناء الأول ليقوم البناء الصحيح ولا بد ان يزيل الخطأ أولاً ثم بعد ذلك يصحح من جديد، فلماذا تكرر الجهد والعمل مرتين ؟! إبدأ بداية صحيحة، حتى لا تحتاج إلى كل هذا الجهد في البناء ثم في تصحيحه مرة أخرى.
وهناك أمثلة كثيرة في مسألة ضبط الحركات، فمن ذلك ضبط حركات الضمائر، لأن الخلط في ضبط حركاتها قد يحيل المعنى إلى غير مراده .
ومثال ذلك: إذا تغيرت الحركة فصار ضمير المتكلم المخاطب أو العكس ، كما في قوله تعالى:{وكـنتُ عليهم شهيداً ما دمتُ فيهم فلما توفيتني كنتَ أنت الرقيب عليهم} [ المائدة : 117 ] فالتاء في الضميرين الاوليين مضمومة للمتكلم وفي الثانيتين مفتوحة، فأي تغيير في هذه الحركات سوف يغير المعنى،كما يقرأ بعضهم :{وكنتُ أنت الرقيب عليهم} فهذا اللفظ للآية لايمكن أن يستقيم مطلقاً، وهكذا كثير من الحركات تحتاج إلى الضبط ابتداء قبل أن يخطئ فيها.
3ـ ضبط الكلمات : وهو أشد وأخطر ، فإن الحركات منظورة يمكن أن يراها الإنسان لكن بعض الكلمات أما لصعوبتها أو لأن هذا الحافظ ليس متمرساً في تلاوة القرآن أو غير ذلك، وأذكر لك – أخي القاريء- بعضاً من الأمثلة التي تبين أهمية مسألة العناية بضبط الكلمات :
* فقول الله عزّوجلّ :{وان يكاد الذين كفروا ليزلقونك} سمعت مرة من يقرأها {ليزقلونك} والسبق بين الحروف يحصل و عندما يراها رؤية سريعة خاصة إذا كان مبتدأً قد يقرأها خطأً ويحفظها كذلك.
* وهناك بعض الكلمات قد يستثقلها القاريء فيقرأها قراءة خاطئة وتحفظ كذلك مثل { أنلْزِمُكُموها }.
* وبعضها ليس في القران الا مثالاً واحداً مثل قوله تعالى:{ أفمن يهدي إلى الحق أحق أن يتبع أمن لا يهدِّي الا أن يُهدى} يقرأها ( أمن لا يهدي ) وهو لا يشعر لأنها كلها في القران ( يهدي )فلابد أن ينتبه إلى مثل هذه الكلمات .
* ومن ذلك أيضاً ما يت*** برسم الآية كما في سورة البقرة {فلا تخشوهم واخشوني } بالياء، وفي المائدة { فلا تخشوهم واخشون } بدون ياء وإنما كسرة وهذا قد يحفظه الحافظ حفظاً خاطئاً ثم يستمر عليه عند قراءتها .
* وهناك بعض الكلمات التي يختلف ضبطها من موضع لآخر ومن أمثلة ذلك : {سُخْرِياً} و { وسِخْرياً } فتمر عليه عليه الآية الأولى فيحفظها {سُخرياً} وكلما مرت قرأها {سُخرياً} ولم يفرق بين {سُخْرياً} و{سِخْرِياً} في كل المواضع التي فيها.
* ومن ذلك التفريق بين حركات الجمع وضمائر التثنية : فضمير الجمع ( الذين ) غير ضمير التثنية (الذَين ) والوارد في قوله تعالى:{ ربنا أرنا الذَين أضلانا} وبعض الناس تعود على ضمير الجمع ( الذين ) ونادراً ما يمر عليه ضمير التثنية، فيقرأها بضميرالجمع ( الذين أضلانا ) ولا ينتبه القاريء لمثل هذا أحياناً خاصة إذا كان غير متمرس أو كان متعجلاً .
* وكذلك ما في قوله عزّوجلّ :{فكان عاقبتهما أنهمافي النار خالدَين فيها}[ الحشر:17] بالتثية وليس بالجمع .
فإذاً لابد من ضبط الكلمات حتى لايحفظها حفظاً خاطئاً والأمثلة في ذلك كما بيننا كثيرة جداً يصعب حصرها ، وما أشرت إليه إنما هي أمثلة للتقريب .
4 ـ ضبط خواتيم الآيات: أحياناً مع السرعة والعجلة قد لا ينتبه القاريء فيحفظ حفظاً خاطئاً فمثلاً في قوله تعالى {العزيز الرحيم} ينظر إليها القاريء نظرة سريعة ولا يتحقق منها فيقرأها {وهو العزيز الحكيم } وهكذا يحفظها فينبغي أن يضبط ذلك حتى تكون القراءة صحيحة قبل أن يحفظ شيئاً خاطئاً،وأنبه هنا إلى أن الحفظ الذي فيه خطأ يبقى ويستمر ويصعب تغييره في كثير من الاحوال.
فكيف نحقق هذه القراءة الصحيحة ؟
الأصل أن القارئ أو الحافظ لابد أن يقرأ على شيخ متقن يتلقى القرآن تلقياً بالمشافهة وهذا هو الأصل في تلقي القرآن، فالنبي - صلى الله عليه وسلم - تلقى القرآن مشافهة من جبريل عليه السلام والنبي - صلى الله عليه وسلم - لقنه أصحابه، والصحابة لقنوا من بعدهم، فليس القرآن كتاباً يقرأ مثل غيره من الكتب ففيه رسم خاص به فبعض الكلمات ترسم بطريقة غير ما تنطق به .
وهذا كله لا يتيسر لك معرفته بمجرد القراءة ، فالأصل أن تكون متلقياً من شيخ قد أتقن وتعلم، فهو الذي يقرأ لك الصفحة ويصححها لك أولاً ثم تمضي بعد ذلك لتحفظ حفظاً صحيحاً .
فإذا كنت قد تلقيت التجويد والقراءة وأحسنتهما فلا بأس أن تبدأ بتطبيق هذه الطرق سواء الأولى أوالثانية لكن لابد أن تكون قد أتقنت القراءة وعرفتها وقرأت متلقناً أما ختمة كاملة أو معظم القران مما يضبط لك هذا الجانب .

الشرط الثاني : الحفظ المتين

الحفظ الجديد لابد أن يكون حفظاً متيناً لا يقبل فيه خطأ ولا وقفة ولا تعتعة فإذا أردت أن تحفظ صفحة جديدة فلابد أن يكن حفظك لها كحفظك للفاتحة وإلا فلا تعد نفسك قد حفظتها، وذلك لأن الحفظ الجديد هو مثل الأساس، فإذا أتيت إلى أساس البناء وتعجلت وبنيت كيفما اتفق سوف ينهد البناء فوق رأسك يوماً ما.
والحفظ الجديد إذا قبلت فيه بالخطأ والخطأين أو التعتعة أو الوقفة فثق تمأما أنك كالذي يبني على شفير هار ، كالمتأرجح فإذا كنت في البداية متأرجحاً فكيف ستبنى على ذلك ما بعده؟ فلا ينبغي لك الترخص مطلقاً في ضبط الحفظ الأول الجديد ولو اخذت بدل الدقائق العشر -التي ذكرناها- عشرين أو ثلاثين أو أربعين المهم لا تنتقل من حفظك الأول حتى تتقنه اتقاناً أكثر من اتقانك للفاتحة .
فلو طلب منك أحد أن تسمع الفاتحة لسمعها بكل سهولة ويسر بل لو كنت نائماً ورأيت أنك تقرأها فلن تخطئ، لأن الفاتحة قد أدمنت قراءتها وحفظتها كحفظ إسمك لابد أن يكون الحفظ الأول مثل ذلك بلا أخطاء ولا عجلة .

الشرط الثالث : التسميع للغير

وبهذا سيكتشف أخطاءك التي تقع فيها ، فبعض الناس إذا سمع الصفحة خرج مطمئناً منشرح الصدر مسروراً وهو ما درى أنه حفظ على خطأ ما شعر به .
بل لو جاء من الغد وسمع لنفسه ولو كان ممسكاً بالمصحف فإنه لن يكتشف أخطائه لأنه يظن أنه حفظ حفظاً صائباً والمرء راضٍ عن نفسه لا يبصر خطأه .
فالذي يكشف لك خطأك هو ذلك الشخص الآخر فمهما كنت بالغاً من الذكاء وحدة الذهن وسرعة الحفظ فلا بد أن تعطي المصحف غيرك ليستمع لك وهذا أمرٌ لابد منه.
قد لا تجد من يسمع لك الصفحة التي حفظتها أو الصفحتين ففي هذه الحالة لا باس أن تجمع خمس صفحات أو أكثر ثم تسمعها لغيرك لأنه لا زال هناك مجال للاستدراك أما بعد ان تحفظ الأجزاء تأتي تسمع وعندك من الاخطاء ما الله به عليم هذا لا يمكن أن يكون مقبولاً .

الشرط الرابع : التكرار القريب

فالحظ الجديد يحتاج إلى التكرار القريب فلو أنك صوبته ثم متنته وقويته ثم سمعته وقرأته لا يكفي حتى تكرره في وقت قريب وهو يومك الذي حفظت فيه الصفحة ، فإذا حفظت الصفحة في الفجر فإنك إذا تركتها إلى فجر اليوم الثاني ستاتي إليها وقد أصابتها هنات واعتراها بعض الوقفات ودخلت فيها بعض المتشابهات مما قد حفظته قبلها من الآيات فلابد أن تكرره في الوقت نفسه.
فإذا حفظت حفظاً جديداً فعلى أقل تقدير يجب عليك أن تُسمع الصفحة خمس مرات في ذلك اليوم وسأذكر لك كيف يمكن تطبيق ذلك دون عناء ولامشقة، لأن بعض الإخوة قد يقول: هذا يريد منا أن نجلس في المسجد من بعد الفجر حتى المغرب حتى نطبق هذه الطرق التي يقولها.
وهاك مثالاً على أن الحفظ الذي تتركه ولا تكرره يسرع إليه التفلّت ، ففي ترجمه الامام ابن ابي حاتم - رحمة الله عليه - كان يقرأ كتاباً يريد أن يحفظه فكان يقرأه بصوت عال فيكرره وعنده عجوز في البيت وهو يكرر الكتاب المرة بعد المرة فملت منه وقالت : ما تصنع يا هذا ؟ قال: إني أريد أن أحفظه، قالت: ويحك لوكنت تريد لقد فعلت فإني قد حفظته، فقال:هاتيه فسمعت له الكتاب من حفظها سماعاً،قال: ولكني لا أحفظه حتى أكرره سبعين مرة، يقول: فجئتها بعد عام فقلت لها: هات ما عندك من الكتاب فما أتت منه بشيء أما أنا فما نسيت منه شيئاً.
لا تنظر إلى الوقت القريب انظر إلى المدى البعيد فأنت تريد أن تحفظ شيئا لا تنساه باذن الله عزّوجلّ .

الشرط الخامس : الربط بما سبق

الصفحة مثل الغرفة في الشقة ومثل الشقة في العمارة فلا يمكن أن تكون هناك صفحة وحدها لابد أن تربطها بما قبلها وتربطها بما بعدها وسياتي لنا حديث عن الربط لاحقاً.

ثالثاً : العوامل المساعدة

أولاً : القراءة في النوافل

النوافل الرواتب خمس رواتب على أقل تقدير في الحد الادنى لمن لا يزيد عليها، ولو سألنا ماذا نقرأ فيها غالباً؟ كلنا سجيب إجابة واحدة قصار السور.
لماذا لا تقرأ صفحة من حفظك الجديد في تلك النوافل، أقسم الصفحة قسمين كسورة الضحى وألم نشرح تقريباً في الحجم وهذا سيكون استغلال للنوافل في المراجعة والتمكين وتدريب على الإمامة، فلا تفصل صلواتك وحفظك فهذا عامل مساعد لك في تقوية الحفظ ومراجعته .
ثانياً : القراءة في كل آن وخاصة في انتظار الصلوات
هكذا ينبغي أن يكون قاريء القرآن لا يشغله عنه شيء ففي كل وقت يردده ويراجعه فمثلاً عندما تذهب إلى موعد – وغالباً تأتي ولا يأتي من واعدته إلا متأخراً- فليكن ديدنك أن تكرر حفظك وليكن مصحفك في جيبك فتستغل وقتاً يهدره الناس.
وأما الصلوات فكثيراً - وللاسف الشديد- ما نأتيها إلا وقد كبّر الإمام، ولو بكرنا خمس دقائق قبل كل صلاة لكان عندنا خمس صلوات خمس مجالس يمكن أن نكرر فيها صفحة الحفظ أو ان نربط بين الصفحات أو أن ما معنا من الحفظ القديم وهذه الأوقات المهدرة لو استغلت لوجدنا لها بركة في حياتنا وآخرتنا وهكذا كان سلفنا الصالح في حفظ الأوقات.

ثالثاً : القراءة الفاحصة

وهي القراءة التي تفحصك وتمحصك وتعلم منها هل حفظت حفظاً صحيحاً أم لا ؟ إنها قراءة المحراب أن تتقدم إمأما في الصلاة فإذا تيسر لك ذلك أو إذا وجدت الفرصة أو إذا قدمت إقرأ في المحراب ما حفظت، فإن كنت مطمئناً مستطيعاًللقراءة دون تلكؤ أوتخوف ولاتوقف وهذامما يعين.
لأن قراءتك في النافلة إذا أخطأت ركعت واذا أخطأت في الركعة الثانية انتقلت إلى سورة أخرى أما في المحراب فغالباً ما يمحصك ويفحصك فحصاً جيداً فاحرص عليه إن كنت إمأما أن تجعل من حفظك في صلاتك وقراءتك .


رابعاً : سماع الأشرطة القرآنية المجودة

وهذه نعمة من نعم الله عزّوجلّ علينا أنك يمكنك أن تسمع حفظك القديم والجديد في كل وقت في اثناء مسيرك في سيارتك أو قبل نومك في يبتك اجعل شريط القران دائم التكرار ولا يكن ذلك عفواً بل ليكن في طريقة منهجية مرتبة .
بمعنى أن تضع كل أسبوع سورة معينة أو جزءاً معيناً للمراجعة أو للحفظ فتكررها دائماً خلال ذلك الأسبوع وليس كيفما اتفق أو حسب الحاجة وعندما تسير على هذا النظام سيكتمل برنامج حفظك ومراجعتك وسيكون ذلك من أعظم الأمور المعينة والمساعدة لانك ستسمع إلى القراءة الصحيحة المجودة المرتلة فتزيل بذلك خطئك وتقوّم لسانك وستعيد وستكرر ذلك مما يثبت حفظك ويسهل مراجعتك وستعيدها ويكون عاملاً لك في حفظ الأوقات واستغلالها.

خامساً : الالتزام بمصحف واحد للحفظ

وهذا أيضاً من الأمور التي يوصى بها ويحرص عليها كثيراً لابد أن تأخذ لك مصحفا واحدا تحفظ عليه قدر استطاعتك من أول المصحف إلى آخره لأن التغيير تشويش أنت عندما تلتزم المصحف الواحد غالباً ما ينقدح في ذهنك صورة الصفحة
ومبدأ السورة في الصفحة ومبدأ الجزء في تلك الصفحة واين تنتهي وكم عدد الآيات فيها وذلك يثبت حفظك ويجعلك أقدر على أن تواصل وأن تربط وأن تمضي إن شاء الله مضياً سريعاً جيداً وقوياً.
أما إذا حفظت اليوم في مصحف وغداً في مصحف آخر فهذا يسبب لك تشتتاً كبيراً يمنعك من تصور ما تحفظ، فالسورة التي تبدأ هناك في أول الصفحة تكون هنا في آخرها وبهذا فلن تستفيد من هذه النقطة والتي تعتبر عاملاً مساعداً لك على الحفظ.
إذاً فالمصحف الواحد يعينك وأجود المصاحف ما يسمى مصحف الحفاظ وهو مصحف رأس الآية الذي يبدأ بآية وينتهي بآية، لأننا بينا سابقاً أن مقدار ومقياس الحفظ هو الصفحة.

سادساً : إستعمال أكبر قدر ممكن من الحواس

هذه النقطة من أهم النقاط وآكدها فإنه معلوم من الناحية العلمية أن استخدام حاسة واحدة يعطي نتيجة بنسبة معينة فإذا استخدمت للحفظ أو للعمل في هذا الميدان حاستين زاد استيعابك وفهمك وحفظك له وإذا استعملت ثلاث حواس كانت الفائدة أكثر وأعم وهكذا كلما زادت الحواس زادت الفائدة .
كيف نستخدم الحواس؟
بعض الإخوة يقرأ- كما يقول- بعينه ، هذه أمر يضعف حفظه الله، اقرأ بعينك وارفع صوتك بلسانك ، ثم إذا استطعت – مع ما فيه صعوبة- أن تكتب ما حفظت ففي هذا قيد ومتانة للحفظ، فإذا حفظت صفحتك فاكتبها ولو على غير
الرسم كتابة من أجل تثبيت الحفظ، فإن الكتابة يثبت الحفظ تثبيتاً راسخاً لا ينسخ باذن الله عزّوجلّ.
ونحن نعلم شأن الكتاتيب والتي بعض الناس يقول زمن الكتاتيب ، وطريقة الكتاتيب ، وكأنها أمر فيه تخلف، وهي في حقيقة الأمر من أجود و أمتن وأحسن ما أن يكون عليه الحفظ.
وأذكر لكم هذه التجارب: ذهبت مرة إلى بلاد المغرب إلى بعض المساجد ووجدت الطلاب كل معه لوح من الخشب يكتب عليه فاذا كتب عليه ظل يرددها حتى يحفظه ،ثم يغسله في سطول الماء المتوفرة هناك ليكتب غيره، ولكن إذا محى رسم لوحه فإن في ذهنه حفظاً لا ينمحي بإذن الله.
وعندما ترى أمثال هؤلاء الذين يحفظون بالكتاتيب تتعجب فبمجرد سؤاله عن آية ينطلق دون خطأ أو تلعثم كأنما أنت أمام آلة التسجيل .
وهذا أمر حاصل في بلاد المغرب العربي وموريتانا وغيرها من بلاد أفريقيا .
وفي تركيا مدارس لتحفيظ القران على النظام الداخلي يدخل فيها الطالب ولا يذهب إلى أهله إلا في آخر الأسبوع ويتواصل ذلك لمده سنتين كاملتين فيحفظ الطالب حفظاً عجيباً وان شئت فقل أعجب من العجيب.
فهو يحفظ بأرقام الآيات ومواضعها وترتيبها، فإذا أتيته بالآية فإنه لا يأتيك بالتي بعدها بل يأتيك بالتي قبلها واذا جئته بالآية وقلت: أنك تريد نظائرها قرأ لك هذا الموضع وأتمه ثم جاءك بالموضع الآخر من سورةأخرىوأتمة وهكذايسردهاموضعاًموضعاً،أنه يحفظ حفظاًفي غاية القوة والمتانة.

النقطة الثالثة : المراجعة

وهي من تمام الحفظ فلا حفظ بلا مراجعة ولا مراجعة أصلاً من غير حفظ وهناك ثلاثة أسس قبل أن ندخل في طريقة المراجعة :

الأساس الأول : التعاهد الدائم

ولست بصدد ذكر النصوص في تفلت القران والقرآن ميسر من لدن حكيم عليم قال الله عزّوجلّ في وصفه :{ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدكر } ولكن جعل من خصائصه أنه سريع التفلت لحكمة أرادها الله عزّوجلّ فمن أراد حفظ القران الكريم ليتباهى به أو ليأخذ به جائزة فهذا سيحفظه ثم ينساه، أما من يريد أن يحفظ القران حفظاً خالصاً لله عزّوجلّ لينتفع به في عبادته وتعليمه وسلوكه فإنه لابد أن يبقى معه وبقاؤه معه هو التأثير الايجابي العملي السلوكي.
فإن الأمر ليس مجرد حفظ وإن كنا نركز على الحفظ هنا لأننا نهدف إلى طريقة مثلى له، وهذا لايعني أنه في معزل عن باقي الأمور .

الأساس الثاني : المقدار الكبير

فالذي يريد أن يراجع صفحة في اليوم وهو يحفظ أجزاء كثيرة فهذه لا تعد مراجعة ولا ينتفع بها الا في دائرة محدودة جداً،فلابد من المقدار الذي يناسب حفظك.

الأساس الثالث : استغلال المواسم

مثل موسم رمضان هو موسم المراجعة الأكبر وقد كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يلتقي بجبريل عليه السلام في رمضان ويتدارسان القرآن معاً في كل رمضان حتى إذا كان العام الأخير تدارسه معه مرتين، فهذه مواسم تجمع وتفيد الحريص باذن الله عزّوجلّ .

طريقة المراجعة

وأما طريقة المراجعة فأحب أن أشير إلى أمر مهم جداً وهو:إذا اعتبرنا المراجعة هي عبارة عن وقفات ومحطات فأحسب أنها لا تفيد كثيراً ، يعني أحفظ خمسة أجزاء ثم أقف للمراجعة فهذه الطريقة من واقع التجربة أرى عدم جدواها لأنك تكون كالذي يحرث في الماء خاصة إذا كانت طريقته في الحفظ ليست محكمة وجيدة .
لابد أن تكون المراجعة جزء لا يتجزأ من الحفظ فتجمع بينهما فكما أنك تحفظ كل يوم تراجع كل يوم فلا يقبل من الطالب أن يقول :ليس عندي في هذه الأيام مراجعة، أو المراجعة ستكون في الشهر القادم أو بعد شهرين هذا - سيما في البدايات - لا يمكن أن يثمر ولا أن ينتفع في غالب الاحوال فلابد أن تكون المراجعة جزءً أصيلاً .
ويمكن أن أشير إلى أمرين مهمين في مسألة الطريقة :
المسألة الأولى : فعند تسميعك لكل صفحة جديدة لابد من تسميع أربع صفحات من الحفظ الجديد قبلها فيجتمع عدد خمس صفحات، وفي اليوم التالي سيحفظ صفحة جديدة سيسمعها ومعها أربع صفحات من التي قبلها وستكون صفحة الأمس معه، وعلى هذا فصفحة الأمس ستكرر خمس مرات فهذا أولاً جزء المراجعة
المبتدئ الذي هو للحفظ الجديد الذي يحتاج إلى صيانة مستمرة وأي شيء تترك صيانته فيتسرب إليه الخلل .
وهذا سيجعل الصفحة الجديدة تسمع خمس مرات قبل أن ينتقل إلى صفحة سادسة وسيعيد قبلها اربع فلن تكون الاولى منها .
المسألة الثانية : أن يسمع في كل يوم عشر صفحات من القديم وكما قلت ليس هذا صعباً ولا محالاً إذا استغل مشيه في سيارته وقراءته في نوافله وسماعه للأشرطة إلى غير ذلك مما أشرت إليه، فسوف يتحقق ذلك إن شاء الله دون عناء كبير ولا وقت طويل المهم كما ذكرنا النية الخالصة والسيرة الصالحةوالعزيمةالصادقةوالطريقةالصائبة والاستمرارية المنتجة فهذه أمورتضبط لناالأمرخاصة في البداية.
فلو تصورت انك بدأت الحفظ حديثا فحفظت الصفحة الاولى ثم جئت في اليوم الثاني فحفظت الثانية ضمن لازم ذلك ان تسمع الصفحتين معا حتى إذا جئت إلى اليوم الخامس سمعت الصفحات الخمس ثم إذا جئت إلى اليوم العاشر سمعت العشر بعد ذلك تمضي إلى نهاية الجزء سمعت العشرين صفحة ماذا سيكون ؟ ستكون الصفحة الاولى قد مرت بك نحوا من ثلاثين مره فاذا مشيت على هذه الطريقة إذا جئت إلى الجزء الثاني والثالث لم يكن الجزء الأول صعبا عليك ولن تحتاج ان تقول إذا لابد ان اتوقف الان حتى أراجع ذلك الجزء.
هذا التوقف والوقفات الطويلة للمراجعة هي حفظ جديد كثيرا ما يصنع ذلك طلبه التحفيظ يمضي خمسه أجزءا ثم يقول اقف للمراجعة ، ووقفته للمراجعة
حفظ جديد يحفظها مره ثانيه ثم لا يحكمها ويمضي خمسه اخرى ثم يقول اجع وهو كما قلت كانما يحرث في الماء فلينتبه لذلك.

عوامل مساعدة للمراجعة

اولاً : الإمامة في الصلوات .

ثانياً : العمل بالتدريس في مجال التحفيظ

فبعد حفظك لكتاب الله ستهفو نفسك للخيرية في تعليمه بعد تعلمه وهذا أمر مهم جداً لأنك إذا صرت معلماً للقرآن سترتبط به فهذا يقرأ في الجزء الأول وهذا وصل إلى الجزء الخامس مما يربطك بالأجزاء ويثبت حفظك ويكون سبباً لمراجعتك وتمكينك.

ثالثاً : الاشتراك في برامج التحفيظ

عندما تحفظ لوحدك قد يصيبك الملل ويتسلل إليك الكسل فتترك ما بدأت به لكن عندما يكون حولك من يشاركك الأمر فهذا شاحذ لهمتك ومقوي لعزيمتك وبهذا تسري فيك روح المنافسة فتستطيع السير والمواصلة .
رابعاً : قيام الليل والقراءة فيه
الذي هو دأب الصالحين ، وقرت عيون الموحدين ، وهو من الامور النافعة المفيدة التي قل من يأخذ بها إلا من رحم الله وقد أفاض النووي رحمه الله عليه في (التبيان) في هذا الباب لا نريد ان تتفرع إلى ذكر الفضائل أو المزايا في قراءة الليل.

النقطة الرابعة : الروابط والضوابط

كيف نربط بين الآيات والسور وبعض الناس يشكون من هذه المشكلة خاصة الذين لم ياخذوا بهذه الطرق أو الذين لم ينتظموا بها أو يستمروا عليها وقد يقول أحدهم:أنا عندي قدرة على الحفظ تمكنني من حفظ الكثير في المجلس الواحد لكن الإشكال في المتشابهات، فهناك آيات تختلط عليّ وسور يشبه بعضها بعضاً وهنا تكمن المشكلة .
وأقول:
أولاً قبل أن ندخل في التفصيلات الحفظ لا يت*** بالروابط والضوابط ولا يحفظ المتشابهات وغيرها، الحفظ يعتمد على ما ذكرت من حسن الطريقة الصحيحة ومن دوام المراجعة المكثفة لأن الحفظ عملية ذهنية آلية يمكن فصلها نظرياً عن العمل ويمكن فصلها عن الفهم فأنت تستطيع أن تحفظ ما لا تفهم.
يذكر في ترجمة أبي العلاء المعري الشاعر أنه كان وقاد الذهن سريع الحفظ حتى أنه كان يحفظ أي شيء يسمعه فقيل: أنه اختلف روميان وتصايحا في أمر من الحقوق فاختلفا إلى من يحكم بينهما فقال لهما الذي يحكم هل شهد أحد غيركما حواركما أو خصامكما قالوا لا لكن كان إلى جوارنا رجل أعمى – وهوأبوالعلاء - فجيء به فقال: أما إني لا أعرف رطتهما لكن الأول قال كذا وكذا والثاني قال كذا وكذا .
إذا فلا تت*** في الحفظ بأنك تريد ان تنظر إلى الضوابط والمتشابهات ويأخذ بعض الأخوة الكتب ما الفرق بين هذه الآية ؟ هذا نعم لا باس لكن ليس هو الأساس ، الأساس أن تحفظ الحفظ الذي هو التسميع الذي هو التكرار الذي هو إدمان القراءة والتلاوة والتسميع والمراجعة هذا هو الذي يتحقق به الحفظ .
الروابط هذه أمور أخرى لاحقة وتابعة ومن باب النافلة والزيادة ليست هي أصلا في هذا ولكنها في الوقت نفسه معينة ومفيدة ومكملة ومتممة فلا تعتمد عليها ولكن استأنس بها.
وهذه متفرقات حقيقية حول الضوابط والروابط:
و هناك متشابهات في القرآن الكريم مصداقاً لقول الله عزّوجلّ {الله نـزّل أحسن الحديث كتاباً متشابهاً}[ الزمر : 23 ] في بعض معاني التفسير أنه يشبه بعضه بعضا .
ونحن نعلم أن هناك آيات متكررة وآيات متشابهة لكن لا يختلف بعضها عن بعض الا في حرف واحد وهذا من إعجاز القران وسعته ودقة معانيه وفيه كلام طويل عند أهل العلم لكن لنأخذ بعض الملامح في مسائل متشابهات لعلها أن تعين.
وأريد أن أشير إلى أن هذه الضوابط والروابط تعتمد على كل أحد بنفسه فأنت قد تضع لنفسك ضابطاً ليس لي فأنا أكون قد ضبطت هذه الصفحة أو هذه السورة بتصور معين وأنت ضبتها بتصور آخر أي اقصد الضبط المعنوي أما الحفظ فكله واحد .

الأمثلة:

1ـ المنفردات والوحدات

وهناك رسالة صغيرة بهذا العنوان المنفردات والوحدات، ومعنى هذا أن هناك آيات متشابهة لكن واحدة منها كانت بصيغة معنية فاعرفها حتى تعرف ان ما سواها متطابق وهي الوحيدة التي انفردت بذلك كما في قوله عزّوجلّ {وما أهل به لغير الله} هذه في البقرة وحدها تقديم {به} على {لغير الله} وفي باقي القران في المائدة وفي الانعام وفي النحل تأخير {به }.
ومن المنفردات أيضاً قوله عزّوجلّ {ويقتلون الأنبياء} في آل عمران وحدها وفي أكثر الآيات { النبيين } هكذا ستجد بعض المنفردات يمكن ان تميزها حتى تضبط وتتم الحفظ أو تتقنه.
وبعد أن تحفظ لك أن تسمع الضوابط والروابط بنفسك خذ الآيات التي فيها هذه المتشابهات وضعها أمام عينيك واجعل لها رابطا بحسب ما ترى مثلا أمر إبليس بالسجود ورد في مواضع كثيرة من القرآن ضع هذه الآيات أمامك وميز بينها بأي تمييز تراه يفيدك ويثبت في ذهنك وليس من شرط في هذا فالأمر واسع .

2 ـ مسألة المتشابهات

هناك كتب ألفها العلماء في ضبط هذه المتشابهات فجاءوا لك بالآية وشبيهها في موضع واحد ونبهوا على أن الفرق بين هذه وهذه هو هذا الحرف أو هذه الكلمة أو هذا التقديم أو هذا التأخير .
كونها جمعت في مكان واحد مساعد لك على استيعابها والتفريق بينها إضافة إلى ان العلماء رحمهم الله صنف بعضهم في هذه المتشابهات م***ا على الاختلاف بينها في المعاني فاذا عرفت المعنى لا شك انه سيثبت لك الفرق بين هذه الآيات
وعلى سبيل المثال كتاب [ فتح الرحمن في كشف ما يلتبس من القران ] لشيخ الإسلام أبي زكريا الأنصاري ، ومنها [ درة التأويل وغرة التنـزيل ] للخطيب الإسكافي ، ومنها [ أسرار التكرار في القرآن ] للإمام محمود بن حمزة الكرماني ، ومنها [متشابه القرآن ] لأبي الحسين منادى وغير ذلك .
أضرب مثالاً في قصة زكريا - عليه السلام - وقصة مريم في سورة آل عمران في أول قصة زكريا قال {كذلك الله يفعل ما يشاء } ، وفي قصةمريم قال : {كذلك الله يخلق مايشاء} ثم قال هناك يفعل ، وقال هنا يخلق ، هناك زكريا الزوج موجود والمرأة موجودة اللهم كبر السن ، فالأمر ليس مثل قصه مريم امرأة بلا زوج قال يخلق ما يشاء فهنا تستطيع أن تفرق بالمعنيين ، هذه القصة وتلك القصة فيثبت في ذهنك أن قصه زكريا فيها كذلك الله يفعل وفي تلك كذلك الله يخلق وهكذا .
ولنأخذ أمثله مما قد تضبطه بنفسك وتضع له قاعدة وحدك دون غيرك المسألة واسعة:
مثال في آل عمران في الآية (176-177-178)فـيـها {عذاب عظيم} والثانية بعدها {عذاب أليم} والثالثة بعدها {عذاب مهين} وجمعها في كلمة {عام } الاولى العين عظيم والالف اليم والميم مهين فتنضبط معك ، فإذا جئت إلىهذه الصفحة وانطلقت وأنت مطمئن لاخوف عليك أن تخلط بين هذه وتلك.
مثال آخر في المائدة { لبئس ما كانوا يعملون } بعدها مباشرة { لبئس ما كانوا يصنعون } بعدها في الصفحة التي بعدها { لبئس ما كانوا يفعلون } اجمعها في كلمة ( عصف ) ، الأولى عين يعملون ، الثانية صاد يصنعون ، الثالثة فاء يفعلون تنضبط معك ولا اشكال فيها باذن الله عزّوجلّ .
ومثلا { وأرادوا به كيدا فجعلنهم الاخسرين } ، { فأرادوا به كيدا فجعلناهم الاسفلين } ميّز بينها ، الصافات فيها الفاء فأرادوا فيها فاء في { الأسفلين } فإذا الفاء تتبع الصافات ستبقى الانبياء بالواو ، وبالآخسرين بدل الأسفلين ، وهكذا قس على هذا تجد أموراً كثيرة يمكن أن تجعلها في هذا النسق.
مثل { ولقد صرفنا للناس فـي هذا القران } ، وقوله عزّوجلّ : { ولقد صرفنا في هذا القران للناس } ، الأولى في الإسراء فيها حرف السين فقدم ما فيه السين وهي للناس وقل : { ولقد صرفنا للناس في هذا القران } ، والثانية الكهف فيها الفاء قدم ما فيه الفاء وقل : { ولقد صرفنا في هذا القران للناس } ، وهكذا ضوابط معينه يمكن أن تستفيد منها.
أيضاً تقديم اللهو واللعب ( لهو ولعب لعب ولهو ) .
قال أحدهم ضابطاً لها :
و قدم اللهو علـى اللـعـب في **** الأعـراف قـل والعنكبوت ياصفي
مثل الرجفة مع الدار والصيحة مع الديار.

3 ـ فهم المعاني وتأملها

ومعرفة المعنى وفهم الآيات وتأمل مقاصد السور يعين على الربط خاصة السور القصيرة وقد يعينك موضوعها على أن تتصور التدرج في هذا الموضوع.
ففي سورة الرعد بدأ الله - عزّوجلّ - بالآيات التي في السموات من عظيم خلقه ثم الآيات التي في الارض ثم بعد ذلك انتقل إلى موقف الكفار من هذه الآيات وانهم كفروا بالله عزّوجلّ . ثم أنتقل إلى إقرار آخر في علم الله عزّوجلّ .
واذا قرأت ما يعرف مقاصد السور أن تتصور هذه السورة بمقاطعها وأجزائها فتعينك على تصور تسلسلها بعض السور يعينك انها في القصص الطويلة مثلاً قصة يوسف سورة كاملة إذا عرفت القصة صورتها قطعا لن تقفز إلى حدث وتأتي بآياته قبل الحدث الأول إذا كنت تعرف القصة وعرفت مضامينها فقلت في القصص الطويله مثل قصه يوسف وقصه موسى في بعض المواضع ممكن تصور القصه ان يعين على الربط بين آياتها ويعين ذلك ايضا في مثل السور التي فيها قصص لعدد كثير من الانبياء مثل قصه هود وقصه الاعراف والانبياء حاول ان تكتب قصص الانبياء مرتبه مثلا في الاعراف قصه نوح ثم عاد ثم صالح ثم ... الخ فاعرفها حتى إذا انتهيت من قصه النبي الأول وانت تقرأ عرفت أن بعده النبي الثاني فتبدأ .
وكما قلنا في وقفه تحتاج إلى دفعه فاجعل دفعتك ذاتيه دون ان تحتاج إلى من يدفعك أو من يلقنك ايضا الاجزاء والارباع ومبدأ السورة مطلع الجزء بداية الحزب أو الربع مهم جدا ويفيد فأنت تجعل لكل ربع مضموناً مثلاً تقول الربع الأول في البقره سيكون محفوظا الربع الثاني تقول هذا الذي فيه قصه ادم مثلا والملائكة مع ادم الربع الثاني قصه بني اسرائيل مع فرعون الربع الثالث قصه البقره فتجعل لكل ربع مثلا تصورا معينا أو مضمونا معينا يجعله حاضرا في ذهنك هذا
الربط المعنوي فيه صعـوبـة لكنه في الغالب مع المراس يتولد عندك شيء من هذا الربط .

4 ـ الربط العام

أن نربط الآيات بطريقة الحفظ التي ذكرناها ونربط السور والاجزاء ونعرف ترتيب السور وترتيب الاجزاء ومطالعها هذا يتم من خلال الطريقة التي أشرنا اليها في الحفظ والمراجعة .

النقطة الخامسة : فروقات واختلافات

لا شك ان الذي ذكرنا قواعد عامه وان الناس يتفاوتون في السن وفي الحفظ وفي سعه الوقت وفي القدره على الاحتمال ونحو ذلك هذا كله وارد في هذا الباب لكن قد ذكرت ما احسب انه يصلح للجميع . وقد اردت ان يكون التركيز في هذا على معنى الحفظ بحثا مجردا لاي احد صغيرا كان أو كبيرا موظفا أو طالبا في حلقه أو في غير حلقه منفردا أو مع مجموعه يمكن ان يفيد مما ذكرته من هذه المعلومات والطرق والملامح السريعة التي اشرت اليها لكن لهذه الفروقات جوانب منها .

اولاً : السن

الحفظ في الصغر كالنقش في الحجر فاحفظ وانت صغير ان استطعت أما إذا كنت قد كبرت فلن تستطيع ان تصغر نفسك لكن عوض ذلك في ابنائك وانتفع به ان شاء الله فيهم فالحفظ في الصغر حفظ لذات الحفظ أو المضمون الحفظ لن أذكر للصغير متشابهات لانه لا يدرك هذا لن استطيع ان اشرح له معاني الآيات وتفسيرها هو سيحفظ حفظا ويرسم رسما هذا الحفظ هو الحفظ القوي المتين كما يحصل الان في دراسات ومعاهد إسلامية على أن المناهج القديمة خاصة كالأزهر وغيره يحفظون في الازهر في الابتدائيه في الاربع سنوات ألفية ابن مالك كل سنة مائتين وخمسون بيتا يحفظها الطالب لا يفهم منها شيئا ولا يعقل منها شيئا فاذا دخل المتوسطة كان المنهج المقرر شرح الفيه ابن مالك.
وبعض الناس يقولون لماذا نرهق ابنائنا في الحفظ في المدارس الابتدائية وأحدهم كتب في احدى الجرائد قائلا من قال لكم ان السور القصيرة سهله الحفظ ونقول لهم قول الله عزّوجلّ { ولقد يسرنا القران للذكر فهل من مدكر } فالحفظ هو الاساس في العلم ليس وحده لكن هو اساس المدخل تريد ان تفهم ، كيف تفهم ما لا تحفظ ، تريد ان تستشهد كيف تستشهد بما لا تحفظ ،تريد ان تدلل كيف تدلل على شيء لا تحفظه إلى آخر ذلك ن الحفظ امر اساسي لابد منه إذا أول شيء في الفروق والاختلافات مساله السن فاحرص على هذا السن .

ثانياً : الاوقات والشواغل

اختر الوقت الصافي الذي فيه صفاء من وجهين :
أولاً : صفاء الكوادر والشواغل .
ثانياً ان يكون صافياً أي خالصاً لفترة الحفظ .
لا تجمع معه غيره لا تحفظ وان تريد في وقت الحفظ ان تحفظ وتاكل أو تحفظ وترد على التليفون لا تفعل ذلك أبدا .
اجعل حفظا صافيا للحفظ وبعيد من الشواغل ،والأوقات تتفاوت بالنسبه للناس ولكن أفضل وقتين فيما أرى - والله أعلم - بواقع حياه الناس قبل النوم وبعد الفجر ، قبل النوم لن يكون عندك أحد ولن يأتيك أو غير ذلك ، لكن هو أهدأ الاوقات وبعد الفجر أيضاً من اهدئها وأعونها على مثل هذا الأمر .

ثالثاً : برمجة الحفظ في وقتك

الناس يختلفون في اشغالهم ووظائفهم أو مدارسهم لكن هناك أمر لابد أن يستفاد منه وهو البرمجة ما يكون عندك من أمر له أهمية ضعه في برنامجك كما أنه لا تتصور أن يمضي يومك دون أن تصلي الفرائض الخمس أو يمضي يومك دون أن تنام أو دون أن تاكل أو عند بعض الناس دون أن يفعل شيئا من الاشياء التي تعوّدها ، فلا تجعل وقتك ويومك يمضي إلا وفيه البرنامج جزء من الوقت لهذا الامر يقل أو يكثر ، ولكن لا يزول بل يثبت .

أمثلة ونماذج من الحفاظ :

واذكر بعض الأمثلة الواقعية فليس هذا الكلام نظرياً ولا خيالياً بل هو واقعي في أعظم صور الواقعية واذكر لكم بعض الأمثلة من المعاصرين القدامى :
* ذكر الذهبي في معرفة القراء الكبار ذكر عن أحد المترجمين من القراء أنه حفظ القران في سن التمييز يعني في سن الخامسة ، قال : وجمع القراءات في العاشرة ، قال : وهذا قلّ في الزمان مثله وهذا يحصل ويقع وتجد بحمد الله عزّوجلّ هذه الامور واضحة وجليلة.
* والشيخ الدوسري - عليه رحمة الله - في ترجمته قال : وحفظت القران في شهرين اعتزلت فيها الناس واغلقت علي مكتبي ولم أكن لأخرج الا للصلاة فحفظه في شهرين ستين يوماً .
* وانا أذكر لكم قصة رجل أعرفه وهو لا يزال موجود بيننا ، هذا شاب أصله من السودان كان والده يدرس في أمريكا ، وولد هو في أمريكا ودرس المرحلة الأولى الجامعية وأخذ الماجستير في الهندسة وشرع أيضاً في مرحلة الدكتوراه ، وكان في المسجد أو في المركز الاسلامي وبعض إخواننا ممن يسكنون معنا في هذا الحي ، وهو ممن يحفظ أكثر القران ومجود تجويدا جيداً وقراءته جميلة ، فكان يؤمهم في الصلاة فلفت نظره ، يقول لي هذا الأخ - وهو هنا عندنا في جدة - يقول : ما كنت قد سمعت قراءة بمثل هذه الجودة ، ثم سألت فقيل إنه يحفظ عشرين أو خمس وعشرين ، قال ففكرت وقلت : إني مسلم ولا أحفظ شيئا من القرآن ولا أحسن تلاوته ، قال فعزمت أن أحفظ القران أوقف دراسته وأخذ إجازه وجاء إلى المملكة متفرغاً للحفظ يقول : يريد ان يحفظ ويتعلم بعض الأمور من الحديث وبعض الامور الاسلاميه ، جاء اليّ مُرسلاً من هذا الأخ الذي هو جار لنا فوجدت عنده همة صادقه وعزيمة عالية ، فما كان منه إلا أن ذهب إلى مكه في الحرم متفرغاً وبترتيب مع بعض المدرسين لعلهم أيضاً أعانوه على ذلك ، فأتم الحفظ في مائه يوم يعني ثلاثه أشهر وعشرة ، ثم جاء إلى هنا مرة أخرى ، وقال أعلم أن الحفظ السريع يحتاج إلى مراجعة فطلب أن يلتحق بمدرس حتى يراجع ويسمع فألحقته بأحد الحلقات عند أحد المدرسين الجيدين ، ومدرس آخر يدرسه التجويد ،وهو الآن يسمع ويواظب وينتظم لا يغيب يوماً واحداً ؛ لأنه ما جاء إلا لهذا وما فرغ وقته الا لهذا وما قطع دراسته إلا لهذا .



وآخردعوانا أن الحمد لله رب العالمين
وصلّى الله وسلم وبارك على نبينا محمد
وعلى آله وصحبه أجمعين

ادعيه لله سبحا نه وتعا لى






أستغفر الله العظيم الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه وأسأله التوبة والمغفرة .

* أستغفر الله العظيم الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه توبة عبد ظالم لا يملك لنفسه ضرا ولا نفعا ولا موتا ولا حياة ولا نشورا.
* اللهم مغفرتك أوسع من ذنوبي ، ورحمتك أرجي عندي من عملي. سبحانك لا إله غيرك أغفر لي ذنبي وأصلح لي عملي إنك تغفر الذنوب لمن تشاء. وأنت الغفور الرحيم يا غفار أغفر لي يا تواب تب علي يا رحمن أرحمني يا عفو أعفو عني يا رؤف أرأف بي.
* اللهم أغفر لي جدي وهزلي وخطئي وعمدي وكل ذلك عندي.
* اللهم إني أستغفرك من كل ذنب أذنبته وتعمدته أو جهلته. وأستغفرك من كل الذنوب التي لا يعلمها غيرك ، ولا يسعها إلا حلمك.
* اللهم إني أستغفرك لكل ذنب يعقب الحسرة. ويورث الندامة ويحبس الرزق ويرد الدعاء.
* اللهم إني أستغفرك من كل ذنب تبت منه ثم عدت إليه. وأستغفرك من النعم التي أنعمت بها علي فاستعنت بها على معاصيك. وأستغفرك من الذنوب التي لا يطلع عليها أحد سواك. ولا ينجيني منها أحد غيرك. ولا يسعها إلا حلمك وكرمك ولا ينجيني منها إلا عفوك.
* اللهم إني أستغفرك وأتوب إليك من كل ذنب أذنبته ولكل معصية ارتكبتها. فأغفر لي يا أرحم الراحمين.
* اللهم إني أستغفرك لكل ذنب يدعو إلى غضبك أو يدني إلى سخطك أو يمل بي إلى ما نهيتني عنه أو يبعدني عما دعوتني إليه.
* اللهم إني أستغفرك من كل ذنب يصرف عني رحمتك أو يحل بي نقمتك أو يحرمني كرامتك أو يزيل عني نعمتك.
* اللهم إني أستغفرك لكل ذنب يزيل النعم ويحل النقم ويهتك الحُرَم ويورث الندم ويطيل السقم ويعجل الألم.
* اللهم إني أستغفرك لكل ذنب يمحق الحسنات ويضاعف السيئات ويحل النقمات ويغضبك يا رب الأرض والسماوات.
* اللهم إني أستغفرك لكل ذنب يكون في اجترائه قَطْعُ الرجاء ورد الدعاء وتوارد البلاء وترادف الهموم وتضاعف الغموم.
* اللهم إني أستغفرك لكل ذنب يرُدُّ عنك دعائي ويقطع منك رجائي ويطيل في سخطك عنائي ويقصر بي عنك أملي.
* اللهم إني أستغفرك لكل ذنب يميت القلب ويشعل الكرب ويشغل الفكر ويرضي الشيطان ويسخط الرحمن..
* اللهم إني أستغفرك لكل ذنب يعقب اليأس من رحمتك والقنوط من مغفرتك والحرمان من سعة ما عندك..
* اللهم إني أستغفرك من كل ذنب يدعو إلى الكفر ويورث الفقر ويجلب العسر ويصد عن الخير ويهتك الستر ويمنع الستر..
* اللهم إني أستغفرك لكل ذنب يدني الآجال ويقطع الآمال ويشين الأعمال..
* اللهم إني أستغفرك يا عالم الغيب والشهادة من كل ذنب آتيته في ضياء النهار وسواد الليل وفي ملأٍ وخلاءٍ وسرٍ وعلانية يا حليم..
* اللهم أغفر لي ذنبي مغفرة أنسى بها كل شئ سواك ، وهب لي تقواك واجعلني ممن يحبك ويخشاك..
* اللهم إني مستغيث أستمطر رحمتك الواسعة من خزائن جودك ، فأغثني يا رحمن. لا إله إلا أنت سبحانك وبحمدك ظلمت نفسي فارحمني إنك أرحم الراحمين.
* يا من إذا عظٌمت على عبده الذنوب وكثرة العيوب ، فقطرة من سحائب كرمك لا تبقي له ذنبا ، ونظرةُُ من رضاك لا تترك له عيباً ، أسألك يا مولاي أن تتوب علي وتغفر لي.* أستغفر الله العظيم الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه وأسأله التوبة والمغفرة .
* أستغفر الله العظيم الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه توبة عبد ظالم لا يملك لنفسه ضرا ولا نفعا ولا موتا ولا حياة ولا نشورا.
* اللهم مغفرتك أوسع من ذنوبي ، ورحمتك أرجي عندي من عملي. سبحانك لا إله غيرك أغفر لي ذنبي وأصلح لي عملي إنك تغفر الذنوب لمن تشاء. وأنت الغفور الرحيم يا غفار أغفر لي يا تواب تب علي يا رحمن أرحمني يا عفو أعفو عني يا رؤف أرأف بي.
* اللهم أغفر لي جدي وهزلي وخطئي وعمدي وكل ذلك عندي.
* اللهم إني أستغفرك من كل ذنب أذنبته وتعمدته أو جهلته. وأستغفرك من كل الذنوب التي لا يعلمها غيرك ، ولا يسعها إلا حلمك.
* اللهم إني أستغفرك لكل ذنب يعقب الحسرة. ويورث الندامة ويحبس الرزق ويرد الدعاء.
* اللهم إني أستغفرك من كل ذنب تبت منه ثم عدت إليه. وأستغفرك من النعم التي أنعمت بها علي فاستعنت بها على معاصيك. وأستغفرك من الذنوب التي لا يطلع عليها أحد سواك. ولا ينجيني منها أحد غيرك. ولا يسعها إلا حلمك وكرمك ولا ينجيني منها إلا عفوك.
* اللهم إني أستغفرك وأتوب إليك من كل ذنب أذنبته ولكل معصية ارتكبتها. فأغفر لي يا أرحم الراحمين.
* اللهم إني أستغفرك لكل ذنب يدعو إلى غضبك أو يدني إلى سخطك أو يمل بي إلى ما نهيتني عنه أو يبعدني عما دعوتني إليه.
* اللهم إني أستغفرك من كل ذنب يصرف عني رحمتك أو يحل بي نقمتك أو يحرمني كرامتك أو يزيل عني نعمتك.
* اللهم إني أستغفرك لكل ذنب يزيل النعم ويحل النقم ويهتك الحُرَم ويورث الندم ويطيل السقم ويعجل الألم.
* اللهم إني أستغفرك لكل ذنب يمحق الحسنات ويضاعف السيئات ويحل النقمات ويغضبك يا رب الأرض والسماوات.
* اللهم إني أستغفرك لكل ذنب يكون في اجترائه قَطْعُ الرجاء ورد الدعاء وتوارد البلاء وترادف الهموم وتضاعف الغموم.
* اللهم إني أستغفرك لكل ذنب يرُدُّ عنك دعائي ويقطع منك رجائي ويطيل في سخطك عنائي ويقصر بي عنك أملي.
* اللهم إني أستغفرك لكل ذنب يميت القلب ويشعل الكرب ويشغل الفكر ويرضي الشيطان ويسخط الرحمن..
* اللهم إني أستغفرك لكل ذنب يعقب اليأس من رحمتك والقنوط من مغفرتك والحرمان من سعة ما عندك..
* اللهم إني أستغفرك من كل ذنب يدعو إلى الكفر ويورث الفقر ويجلب العسر ويصد عن الخير ويهتك الستر ويمنع الستر..
* اللهم إني أستغفرك لكل ذنب يدني الآجال ويقطع الآمال ويشين الأعمال..
* اللهم إني أستغفرك يا عالم الغيب والشهادة من كل ذنب آتيته في ضياء النهار وسواد الليل وفي ملأٍ وخلاءٍ وسرٍ وعلانية يا حليم..
* اللهم أغفر لي ذنبي مغفرة أنسى بها كل شئ سواك ، وهب لي تقواك واجعلني ممن يحبك ويخشاك..
* اللهم إني مستغيث أستمطر رحمتك الواسعة من خزائن جودك ، فأغثني يا رحمن. لا إله إلا أنت سبحانك وبحمدك ظلمت نفسي فارحمني إنك أرحم الراحمين.
* يا من إذا عظٌمت على عبده الذنوب وكثرة العيوب ، فقطرة من سحائب كرمك لا تبقي له ذنبا ، ونظرةُُ من رضاك لا تترك له عيباً ، أسألك يا مولاي أن تتوب علي وتغفر لي.

صفا ت الرسول صلى الله عليه وسلم

بالشكر لا بالامر ياريت كل منتديات النت بالعالم تثبت هذا الموضوع.. ليرى الحقيرون من هو رسولنا وحبيبنا محمد عليه افضل الصلوات والسلام.


الوصف الكامل لرسول الله صلى الله عليه وسلم



قبل أن نبدأ

هل تعلم كم هو مقدار ما ستجنيه

من إحالتك لهذه الرسالة بعد قراءتها

ولو لقارئ واحد من بعدك؟


(صلى الله عليه وسلم) في هذا المقال مائة وإثنا عشرة مرة، وهذا معناه، أن الله جل وعلا سيصلي عليك بها ألفاً ومائة وعشرين مرة، وسيصلي عليك كل ملك مثلها، ملائكة لا يعلم عددهم إلا الخالق جل شأنه عالم الغيب والشهادة.

- وردت آية من القرآن الكريم في هذا المقال بلغت عدد حروفها ثلاث وستين حرفاً، والحرف بحسنة والحسنة بعشر أمثالها، وهذا يعني ستمائة وثلاثين حسنة.

- إعلم أن كل من سيصلي على النبي صلى الله عليه وسلم بعد هذه الرسالة ويكون سببها قراءة هذه الرسالة، فإن حسناتك منها وصلوات ربك وملائكته عليك في تصاعد مستمر.



تخيل أن تنتشر هذه الرسالة من بعدك تواتراً وتصل إلى

مائة ألف مسلم على الأقل؟ فماهي غنيمتك من ذلك؟

سأجعل حساب ذلك لك

بسم الله الرحمن الرحيـــــــــــــــــــم

صفة لونه:

عن أنس رضي الله عنه قال: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم، أزهر اللون، ليس بالأدهم و لا بالأبيض الأمهق - أي لم يكن شديد البياض والبرص - يتلألأ نوراً).



صفة وجهه:

كان صلى الله عليه وسلم أسيل الوجه مسنون الخدين ولم يكن مستديراً غاية التدوير، بل كان بين الاستدارة والإسالة هو أجمل عند كل ذي ذوق سليم. وكان وجهه مثل الشمس والقمر في الإشراق والصفاء، مليحاً كأنما صيغ من فضة لا أوضأ ولا أضوأ منه وكان صلى الله عليه وسلم إذا سر استنار وجهه حتى كأن وجهه قطعة قمر. قال عنه البراء بن عازب: (كان أحسن الناس وجهًا و أحسنهم خلقاً).



صفة جبينه:

عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أسيل الجبين). الأسيل: هو المستوي. أخرجه عبد الرازق والبيهقي وابن عساكر. وكان صلى الله عليه وسلم واسع الجبين أي ممتد الجبين طولاً وعرضاً، والجبين هو غير الجبهة، هو ما اكتنف الجبهة من يمين وشمال، فهما جبينان، فتكون الجبهة بين جبينين. وسعة الجبين محمودة عند كل ذي ذوق سليم. وقد صفه ابن أبي خيثمة فقال: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أجلى الجبين، إذا طلع جبينه بين الشعر أو طلع من فلق الشعر أو عند الليل أو طلع بوجهه على الناس، تراءى جبينه كأنه السراج المتوقد يتلألأ).



صفة حاجبيه:

كان حاجباه صلى الله عليه وسلم قويان مقوسان، متصلان اتصالاً خفيفاً، لا يرى اتصالهما إلا أن يكون مسافراً وذلك بسبب غبار السفر.



صفة عينيه:

كان صلى الله عليه وسلم مشرب العينين بحمرة، وقوله مشرب العين بحمرة: هي عروق حمر رقاق وهي من علاماته صلى الله عليه وسلم التي في الكتب السالفة. وكانت عيناه واسعتين جميلتين، شديدتي سواد الحدقة، ذات أهداب طويلة - أي رموش العينين - ناصعتي البياض وكان صلى الله عليه وسلم أشكل العينين. قال القسطلاني في المواهب: الشكلة بضم الشين هي الحمرة تكون في بياض العين وهو محبوب محمود. وقال الزرقاني: قال الحافظ العراقي: هي إحدى علامات نبوته صلى الله عليه وسلم، ولما سافر مع ميسرة إلى الشام سأل عنه الراهب ميسرة فقال: في عينيه حمرة؟ فقال: ما تفارقه، قال الراهب: هو شرح المواهب. وكان صلى الله عليه وسلم (إذا نظرت إليه قلت أكحل العينين وليس بأكحل) رواه الترمذي. وعن عائشة رضي الله عنها قالت: (كانت عيناه صلى الله عليه وسلم نجلاوان أدعجهما - والعين النجلاء الواسعة الحسنة والدعج: شدة سواد الحدقة، ولا يكون الدعج في شيء إلا في سواد الحدقة - وكان أهدب الأشفار حتى تكاد تلتبس من كثرتها). أخرجه البيهقي في الدلائل وابن عساكر في تهذيب تاريخ دمشق.



صفة أنفه:

يحسبه من لم يتأمله صلى الله عليه وسلم أشماً ولم يكن أشماً وكان مستقيماً، أقنى أي طويلاً في وسطه بعض ارتفاع، مع دقة أرنبته والأرنبة هي ما لان من الأنف.



صفة خديه:

كان صلى الله عليه وسلم صلب الخدين. وعن عمار بن ياسر رضي الله عنه قال: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يسلم عن يمينه وعن يساره حتى يرى بياض خده). أخرجه ابن ماجه وقال مقبل الوادي: هذا حديث صحيح.



صفة فمه وأسنانه:

قال هند بن أبي هالة رضي الله عنه: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أشنب مفلج الأسنان). الأشنب: هو الذي في أسنانه رقة وتحدد. أخرجه الطبراني في المعجم الكبير والترمذي في الشمائل وابن سعد في الطبقات والبغوي في شرح السنة. وعن جابر بن سمرة رضي الله عنه قال: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم، ضليع الفم (أي واسع الفم) جميله، وكان من أحسن عباد الله شفتين وألطفهم ختم فم. وكان صلى الله عليه وسلم وسيماً أشنب - أبيض الأسنان مفلج أي متفرق الأسنان، بعيد ما بين الثنايا والرباعيات- أفلج الثنيتين - الثنايا جمع ثنية بالتشديد وهي الأسنان الأربع التي في مقدم الفم، ثنتان من فوق وثنتان من تحت، والفلج هو تباعد بين الأسنان - إذا تكلم رئي كالنور يخرج من بين ثناياه، - النور المرئي يحتمل أن يكون حسياً كما يحتمل أن يكون معنوياً فيكون المقصود من التشبيه ما يخرج من بين ثناياه من أحاديثه الشريفة وكلامه الجامع لأنواع الفصاحة والهداية).


صفة ريقه:

لقد أعطى الله سبحانه وتعالى رسوله صلى الله عليه وسلم خصائص كثيرة لريقه الشريف ومن ذلك أن ريقه صلى الله عليه وسلم فيه شفاء للعليل، ورواء للغليل وغذاء وقوة وبركة ونماء، فكم داوى صلى الله عليه وسلم بريقه الشريف من مريض فبرىء من ساعته بإذن الله. فقد جاء في الصحيحين عن سهل بن سعد رضي الله عنه قال: (قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم خيبر: لأعطين الراية غداً رجلاً يفتح الله على يديه، يحب الله ورسوله، ويحبه الله ورسوله، فلما أصبح الناس غدوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم وكلهم يرجو أن يعطاها ، فقال صلى الله عليه وسلم: أين علي بن أبي طالب؟ فقالوا: هو يا رسول الله يشتكي عينيه. قال: فأرسلوا إليه. فأتي به وفي رواية مسلم: قال سلمة: فأرسلني رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى علي، فجئت به أقوده أرمد فتفل رسول الله صلى الله عليه وسلم في عينيه، فبرىء كأنه لم يكن به وجع). وروى الطبراني وأبو نعيم أن عميرة بنت مسعود الأنصارية وأخواتها دخلن على النبي صلى الله عليه وسلم يبايعنه، وهن خمس، فوجدنه يأكل قديداً (لحم مجفف)، فمضغ لهن قديدة، قالت عميرة: ثم ناولني القديدة فقسمتها بينهن، فمضغت كل واحدة قطعة فلقين الله تعالى وما وجد لأفواههن خلوف، أي تغير رائحة فم. ومما يروى في عجائب غزوة أحد، ما أصاب قتادة رضي الله عنه بسهم في عينه قد فقأتها له، فجاء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد تدلت عينه، فأخذها صلى الله عليه وسلم بيده وأعادها ثم تفل بها ومسح عليها وقال (قم معافى بإذن الله) فعادت أبصر من أختها، فقال الشاعر (اللهم صل على من سمى ونمى ورد عين قتادة بعد العمى